أفضل العروض, تخفيضات اليوم الوطني,

عروض, أفضل العروض,
أفضل العروض, تخفيضات اليوم الوطني,



عروض اليوم الوطني: بين الحقيقة والتسويق

مع اقتراب اليوم الوطني، تبدأ المتاجر الكبرى والصغرى في المملكة بتزيين واجهاتها بالشعارات الخضراء، والأعلام، والعبارات الوطنية. لكن أكثر ما يلفت الانتباه هو “اللافتات الكبيرة” المكتوب عليها: عروض اليوم الوطني. عروض تصل إلى 70% أو 80%، عطور كانت تباع بـ2200 ريال وأصبحت 499، أجهزة إلكترونية عليها خصم ضخم، وأزياء تُعرض بنصف الثمن.

وهنا يطرح المستهلك سؤالًا منطقيًا: هل هذه التخفيضات حقيقية فعلًا، أم أنها مجرد خدعة تسويقية؟


لماذا تلجأ الشركات إلى عروض اليوم الوطني؟

  1. المزاج العام للشراء
    اليوم الوطني ليس مجرد مناسبة رسمية، بل هو حدث اجتماعي يحتفل به الجميع. في هذا الجو الحماسي، المستهلك يكون أكثر استعدادًا للشراء، والشركات تدرك أن أي منتج يوضع أمامه بعلامة “خصم” سيجذب الانتباه بسرعة.
  2. المنافسة بين العلامات التجارية
    بما أن كل متجر يقدم عروض اليوم الوطني، فإن أي شركة تتأخر عن هذه الخطوة ستبدو وكأنها خارج المشهد. لهذا السبب تدخل الشركات في سباق لإطلاق أكبر نسبة خصم ممكنة.
  3. تصريف المخزون
    كثير من المتاجر تستغل المناسبة لتصريف البضائع القديمة أو المنتجات التي لم تعد مطلوبة، فيتم عرضها على أنها “تخفيضات وطنية” رغم أن الهدف الأساسي هو التخلص من المخزون.

هل عروض اليوم الوطني حقيقية؟

  • الحقيقة الأولى: بعض العروض صادقة فعلًا، وتكون فرصة ممتازة للحصول على منتجات بأسعار أقل من المعتاد.
  • الحقيقة الثانية: كثير من العروض تعتمد على حيلة “السعر الوهمي”، حيث يتم رفع السعر قبل أسابيع من المناسبة، ثم يُخفض إلى السعر الأصلي ويظهر وكأنه خصم كبير.
  • الحقيقة الثالثة: في بعض الأحيان، المنتج يكون أصلاً هامش ربحه ضخم جدًا، وبالتالي حتى بعد التخفيض، يبقى المتجر كاسبًا.


مثال العطور: من 2200 إلى 499 ريال

لنأخذ العطور كمثال حي. كثير من الشركات تعرض عطورًا كانت تباع بسعر 2200 ريال ثم تُطرح في عروض اليوم الوطني بـ499 ريال.

  • في هذه الحالة، السعر المرتفع (2200) لم يكن هو السعر الطبيعي، بل مجرد “مرساة سعرية” يستخدمها المسوق لإقناع المستهلك أن العرض مغرٍ.
  • أما السعر الحقيقي (499) فهو غالبًا السعر الذي يمكن للشركة أن تبيع به وتحقق ربحًا معقولًا.


علم النفس وراء التخفيضات

الشركات لا تعتمد فقط على الأرقام، بل على العقل البشري.

  • المستهلك ينبهر بالنسبة المئوية: عندما يرى 70% خصم، عقله يركز على الرقم الكبير لا على السعر النهائي.
  • العروض مرتبطة بالمناسبة الوطنية، ما يضيف “قيمة عاطفية” للشراء، فيشعر المستهلك أنه يحتفل ويدعم وطنه من خلال التسوق.
  • كثير من الأشخاص لا يقارنون الأسعار قبل وبعد، بل يكتفون برؤية كلمة عروض اليوم الوطني على اللافتة فيتخذون القرار فورًا.


أنواع التخفيضات في اليوم الوطني

  1. تخفيضات حقيقية: المنتجات تباع فعلاً بسعر أقل، خصوصًا الإلكترونيات التي تحتاج الشركات لتصريفها مع قدوم موديلات جديدة.
  2. تخفيضات وهمية: السعر الأصلي يكون مضاعفًا بشكل مبالغ فيه ثم يخفض إلى السعر الطبيعي.
  3. عروض جاذبة (Loss Leader): يبيع المتجر منتجًا مشهورًا بسعر أقل من التكلفة لجذب الزبائن، ثم يعوض ذلك عبر بيع منتجات أخرى بأسعار عادية.


كيف تحمي نفسك كمستهلك؟

  • قارن الأسعار: قبل شراء أي منتج في عروض اليوم الوطني، ابحث عن سعره في المتاجر الأخرى أو على الإنترنت.
  • لا تنبهر بالنسبة المئوية: التركيز يجب أن يكون على السعر النهائي، لا على الرقم الكبير في الخصم.
  • انتبه للمخزون: إذا كان المنتج قديمًا أو موديله قد مضى عليه وقت طويل، فقد يكون سبب التخفيض هو تصريف المخزون.
  • اشترِ ما تحتاجه: لا تجعل العروض تدفعك لشراء منتجات لا تحتاجها فعليًا.


تأثير العروض على الاقتصاد المحلي

رغم أن بعض عروض اليوم الوطني تكون وهمية، إلا أن لها آثارًا إيجابية:

  • زيادة حركة البيع والشراء.
  • تحريك السوق المحلي.
  • تشجيع المستهلكين على التجربة واكتشاف متاجر جديدة.

لكن الجانب السلبي أن بعض المستهلكين يفقدون الثقة إذا اكتشفوا أن التخفيضات ليست حقيقية، وهذا يضر سمعة العلامات التجارية على المدى الطويل.


عروض اليوم الوطني في مقابل المناسبات العالمية

  • الجمعة البيضاء (Black Friday): كثير من المتاجر في الغرب تتبع نفس الأسلوب، حيث يتم رفع الأسعار ثم تخفيضها بشكل وهمي.
  • موسم العودة للمدارس: تُستخدم فيه نفس الحيل لجذب أولياء الأمور.
  • الفارق أن المستهلك الغربي بدأ يعي هذه الأساليب، بينما المستهلك العربي لا يزال يتأثر بسهولة.

كلمة أخيرة:

عروض اليوم الوطني ليست كلها كذبًا ولا كلها حقيقة. هناك فرص حقيقية للشراء الذكي، لكن على المستهلك أن يكون واعيًا، ويعرف أن التسويق مبني على علم النفس أكثر من كونه مجرد أرقام.

في النهاية، إذا دخلت متجرًا في اليوم الوطني ورأيت خصمًا كبيرًا، اسأل نفسك:

هل هذا المنتج فعلاً يستحق السعر الجديد، أم أنني مجرد ضحية لإعلان جذاب ؟


Previous post Next post