حلوو مع ثورة التسويق الرقمي .

حلوو مع ثورة التسويق الرقمي .

خلونا نحول الخوارزميات تلعب لصالحنا 


هل تلاحقك الخوارزميات حتى في أفكارك؟ إليك كيف تتحكم بها… أو تستغلها لصالحك .
هل شعرت يومًا أن هاتفك “يتجسس” عليك؟
كأنك فقط فكرت في شراء منتج… ثم فجأة بدأت الإعلانات تظهر لك من كل مكان؟
مرحبًا بك في عصر الخوارزميات التسويقية، حيث لا تحتاج أن تتكلم حتى تُستهدف.

الخوارزميات اليوم ليست مجرد أكواد صماء، بل أنظمة ذكية تتغذى على كل تصرف تقوم به… لتُعيد تدويره في صورة إعلان مصمم خصيصًا لك. لكنها ليست خارقة، ومع قليل من الوعي، تقدر تتحكم بها أو حتى تستخدمها لصالحك.


الخوارزميات التسويقية: ماذا تعرف عن “العيون الخفية”؟

الخوارزمية ببساطة هي مجموعة قواعد تُعلّم الآلة كيف تتصرف بناءً على البيانات.

في التسويق، هذه القواعد تتطوّر لتفهم:

  • متى تتصفح؟
  • كم ثانية توقفت عند إعلان؟
  • هل ضغطت لايك على منتج مشابه؟
  • ما نوع هاتفك، موقعك، وحتى مزاجك أحيانًا؟

أجهزة التتبع هذه موجودة في كل مكان:

  • في المواقع اللي تزورها
  • في التطبيقات اللي تستخدمها يوميًا
  • وحتى في الأجهزة الذكية اللي ترتديها أو تضعها في غرفتك

الهدف؟ بناء “بروفايل تسويقي دقيق” يشبه بصمتك النفسية.


لماذا تشعر أن هاتفك يقرأ أفكارك؟

الشعور بأن هاتفك يقرأ أفكارك سببه أمرين:


1. التعلّم التوقعي

الخوارزميات اليوم تتوقع سلوكك قبل أن تقوم به.

هي تعرف أنك تبحث عن أحذية جديدة لأنك:

  • زرت مواقع أزياء
  • أعجبت بمنشورات عن “ستايل”
  • وقفت 3 ثوانٍ عند إعلان مشابه

2. مشاركة البيانات بين التطبيقات

في بعض الأحيان، لا تحتاج أن تبحث مباشرة عن منتج.

يكفي أن تتفاعل مع صورة في إنستغرام أو تعجبك مراجعة في يوتيوب، لتبدأ الإعلانات بالظهور لك تلقائيًا في فيسبوك، جوجل، وحتى في البريد الإلكتروني.

الأمر ليس صدفة… بل تجارة مربحة

كل تفاعل تقوم به يُحوّل إلى “عملة رقمية” تُباع وتُشترى بين الشركات.

فكلما كانت الخوارزمية أذكى، كلما زادت نسبة تحويلك من متفرّج إلى زبون.

هي تعرف نقاط ضعفك:

  • هل تشتري عند الاكتئاب؟
  • هل تشتري في الليل؟
  • هل تنجذب للعبارات العاطفية أم الأرقام والخصومات؟

وكل إعلان تشاهده، ليس مجرد صدفة، بل نتيجة مئات القرارات البرمجية المصممة لإغرائك بالشراء.


هل يمكن مقاومة هذا النظام الذكي؟

نعم، ولكن الأهم… يمكنك استغلاله لصالحك.


كيف تجعل الخوارزميات تعمل لصالحك لا ضدك؟

بدل ما تحاول الهروب من الإعلانات… خلك أذكى منها.

1. حوّل الإعلانات إلى أداة مقارنة

إذا كنت تفكر بشراء منتج، اسمح للإعلانات أن تظهر لك.

لكن لا تستعجل راقب:

  • اختلاف الأسعار بين المتاجر
  • تنوع العروض
  • الموديلات المتوفرة

بهذه الطريقة، أنت تترك الخوارزمية تشتغل نيابة عنك، وتجمع لك السوق.

2. دع التكرار يكشف الأسرار

الإعلانات المتكررة مزعجة؟ ليست دائمًا.

أحيانًا يُعاد عرض نفس المنتج لكن بسعر أقل أو مع عرض مرفق.

كل ما عليك هو الانتظار… وسترى النتائج.

3. اجعل نفسك “مستهلك متردد”

الخوارزمية تكره الحسم السريع… لأنها تخسره المال.

لكن لو ظهرت كمستهلك متردد:

  • تفتح الرابط، لكن لا تشتري
  • تضيف المنتج للسلة… ثم تخرج
  • تزور الصفحة مرتين دون ضغط “شراء”

فأنت تعطي إشارات للأنظمة: “أحتاج دفعة بسيطة لأشتري”.

وبالتالي:

  • ستبدأ العروض بالظهور لك
  • قد تصلك كوبونات خصم
  • أو تُعرض لك منتجات بديلة بجودة أعلى وسعر أقل

4. لا تعطِ كل شيء لحساب واحد

استخدم حسابات مختلفة لكل جهاز أو منصة إذا استطعت.

لا تترك فيسبوك وإنستغرام وجوجل وتويتر متصلة بنفس البريد والبيانات.

كلما زادت الفجوة في ربط البيانات، قلت دقة الخوارزمية في استهدافك… وبالتالي تحافظ على مساحة للتفكير والقرار الحر.


حيلة ذكية: كيف تجعل الخوارزمية تعرض لك خصومات حقيقية؟

لو أضفت منتجًا إلى سلة الشراء وخرجت دون الدفع… انتظر لحضات وتشوف العلامات تلاحقك في كثير من الأحيان:

  • ستصلك رسالة من المتجر “نسيت شيئًا في سلتك؟ إليك خصم 10%”
  • أو ستظهر لك الإعلانات مع شحن مجاني أو عرض حصري.

هذه استراتيجية تسويقية تُعرف باسم “Abandoned Cart Marketing”، وهي محاولة لإقناعك بإكمال الشراء… بسعر أفضل لا تخف من التردد، الخوارزمية تكره الصمت، وستحاول استرضاءك بطرق مختلفة.


الذكاء الاصطناعي والخوارزميات التسويقية: علاقة أكثر تعقيدًا مما نظن

اليوم، الخوارزميات لا تعمل بمفردها… بل أصبحت تتغذى على قدرات الذكاء الاصطناعي (AI) لتتحول من مجرد “أنظمة استجابة” إلى “أنظمة توقع وتعديل ذاتي”.

الذكاء الاصطناعي لا يكتفي بتحليل سلوكك بل يتعلم منه، ويبدأ بابتكار محتوى خاص بك، يُخاطبك بلغتك واهتماماتك وطريقتك في التفكير.

مثال على ذلك:

إذا كنت شخصًا يحب الأسلوب الحماسي في الإعلانات، قد يبدأ الذكاء الاصطناعي بتوليد عبارات موجهة لك بأسلوب عاطفي أو حماسي.

ولو كنت ممن يحبون الأرقام والمراجعات، فسيُعرض عليك محتوى مليء بالإحصائيات والمقارنات.

هنا تكمن قوة الذكاء الاصطناعي: تحويل الإعلانات من مجرد عرض إلى تجربة مخصصة بدقة لك وحدك.

وهنا أيضًا تكمن الخطورة… لأنك لن تشعر أحيانًا بأنك تحت تأثير إعلان، بل تظن أنك وصلت لاختيارك بنفسك.


كيف تؤثر الإعلانات على قراراتك الشرائية دون أن تشعر؟

التأثير الإعلاني اليوم لم يعد مباشرًا. لم تعد الإعلانات تقول “اشترِ هذا المنتج”، بل أصبحت تبني بيئة ذهنية تجعلك تصل لهذا القرار بنفسك.

أمثلة على ذلك:

  • تظهر لك قصة شخص “يشبهك” اشترى المنتج وارتاح نفسيًا.
  • تُعرض عليك مشكلة تعاني منها، ثم يأتي المنتج كحل غير مباشر.
  • تتكرر صور معينة في محتواك اليومي حتى تتحول من مجرد إعلان إلى “قناعة بصرية”.

كل هذا مبني على علم النفس السلوكي والتسويق العصبي (Neuromarketing)، وهو علم قائم على دراسة كيف يتفاعل دماغ الإنسان مع الصور، الألوان، الكلمات، وتكرارها.

الإعلان الحديث ليس لتغيير رأيك… بل لصناعة رأي جديد تظن أنك اخترته بنفسك.

هل نلغي التكنولوجيا أم نتعايش معها بذكاء؟

مش منطقي نعيش بعيدًا عن التكنولوجيا.

لكن اللي منطقي جدًا… هو أن نعيد صيغة العلاقة معها.

بدل ما تكون الخوارزميات هي الطرف القوي في المعادلة، اجعلها مجرد مساعد شخصي:

  • يعرض عليك أفضل الصفقات
  • يوفّر عليك وقت البحث
  • ويذكّرك بالخيارات بدل أن يدفعك للشراء السريع

الخلاصة: الخيار لك

الخوارزميات ما راح تتوقف… لأنها مربحة جدًا.

لكن عندك خيارين:

  • إما أن تكون مستهلكًا سلبيًا يُقاد بالإعلانات
  • أو تكون واعيًا، ذكيًا، تُشاهد الإعلانات… لكن تختار متى تشتري، ممن، وبكم.

وأنت الآن، بعد هذا ، صرت أقرب لأن تكون المستهلك اللي يراقب الخوارزمية… وليس العكس


Previous post Next post